
من دفتر الزوّار | فنجان قهوة عابر للقارات
Share
عارف اللحظة اللي بتحس فيها إنك بتعمل حاجة أكبر بكتير من اللي كنت فاكره؟
يعني تبدأ كافيه عشان تحمص وتقدّم قهوة… وتكتشف إنك بتقدّم بلد بحالها.
إحنا في Billy’s عمرنا ما بصينا للقهوة على إنها مشروب وخلاص. آه، بنحب طعمها، بنهتم بكل تفصيلة فيها… بس عمرها ما كانت مجرّد مشروب. هي حكاية. روح. مدينة.
من كام أسبوع، دخل علينا ضيف من اليابان. راجل بسيط، أول مرة يزور بورسعيد.
طلب قهوة تركي. سكت. شرب. وبعدها قال بلُطف كده وبابتسامة:
"المكان فيه هدوء جميل، والقهوة هنا سلسة التذوّق حتى بالنسبة لحد ياباني مش متعود عليها."
وبعد ما حكينا معاه شوية عن القهوة وبورسعيد، وشرحنا له كل حاجة عن إزاي فنجان القهوة اللي شربه ده ساب الأثر ده عنده… ما مشيش غير لما اشترى بن ومكنة إسبرسو علشان يقدر يعيش التجربة دي تاني وهو راجع بلده.
صدقني، اللحظة دي عملت فينا كتير.
إحنا قاعدين في شارع جانبي في بورسعيد… بس القهوة اللي اتحمّصت هنا، واتعملت في الكنكة على نار هادية… وصلت اليابان.
مش قهوة بس اللي وصلته، دي بورسعيد نفسها اللي سافرت.
الضِيف مشي… بس ساب وراه إحساس كبير:
إحنا مش بنبيع قهوة.
إحنا بنحكيلك حكاية بلد… في كل رشفة.
بنرجّع للقهوة التركي احترامها… وبنخلي اللي عمره ما جربها، يحبها.
ودي بجد، متعة الشغف.
مش إنك تبيع… إنك توصَّل.
مش إنك تفتح كافيه… إنك تفتح نافذة على روح بلد.